[one_third_last]د. فيزان سنان بن نعم
السيرة الذاتية
www.abyanyouth.org/ar/?p=454
الكل منا يعرف قد يتحسس بعض الناس من روائح العطور والبخور والتدخينوالأتربةوالغبار والطباشير والصوف والجلود وبعض الأدوية وحتى من تربية الحيوانات الأليفة في منازلنا .
ولكن هل من الممكن أن نتحسس نحن بني البشر من أكل بعض الأغذية المفيدة؟!
أن 25 % من سكان العالم يعتقدون أنهم مصابون بحساسية الغذاء بينما لا تتعدى النسبة الحقيقة 2 % وهذه الفئة الصغيرة نسبيا تصاب بحساسية خطرة للغذاء قد تؤدي إلى الوفاة.
إذن ماهي الحساسية:
عبارة عن ردة فعل مناعية زائدة لأشياء بيئية عادة لا تضر الجسم،وردة الفعل التحسسية
هذه ينتج عنها في خلايا الجسم تفاعلات فسيولوجية وكيماوية معقدة.
وقد تكون أعراض الحساسية مختلفة فمثلا:
الحساسية الأنفية بما يصاحبها من عطس وحكة وزكام
حساسية العينين والأذنين
حساسية القصبات الهوائية أو مايعرف بالربو
حساسية الجلد عند ملامسته للعطور وبعض المواد الكيماوية
حساسية الاكزيما التحسسية التي تبدءا على الخدود ثم تنتشر
الحساسية على شكل التهاب واحمرار في الأوعية الدموية.
والحالات الشديدة للحساسية قد تؤدي إلى الاختناق وهبوط شديد في الضغط فتؤدي للوفاة كما يحدث في حالة لدغة الحشرات السامة والزواحف ( العقرب ،الثعابين .. الخ)
هل أنت وانتِ وأنا وأنتم جميعاً تعانون من الحساسية؟؟؟
الحساسية بحد ذاتها مرض لا ينتقل بالعدوى أو الجراثيم وإنما توجد في أشخاص دون غيرهم لديهم الاستعداد الفطري للإصابة بالحساسية حينما يوضعون في ظروف بيئية كما هو حادث بين سكان المدن الكبرى حيث تكثر الأمراض فالحساسية تصيب أكثر من 15 %من سكان العالم.
الحساسية من الأغذية:
صنفت الحساسية للغذاء إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى الحساسية الحقيقية للأغذية :
هي استجابة فردية معاكسة للأغذية بمعنى تتميز بتدخل الجهاز المناعي للجسم نتيجة لرد الفعل من دخول مادة غريبة عليه.
( أي بمعنى : دخلت مادة غريبة للمعدة حدثت ردة فعل من الجهاز المناعي فتولدت الحساسية)
تنقسم المجموعة الأولى من هذه الحساسية إلى أربعة أنواع :
النوع الأولى : وتظهر فيه أعراض الحساسية بسرعة كبيرة بعد تناول الطعام المسبب للحساسية وقد يؤدي للوفاة.
النوع الثاني والثالث : تظهر أعراض الحساسية فيهما بعد 4-6 ساعات من التعرض للمادة المسببة للحساسية والى الآن لم يعرف بعد مدى ارتباط هذين النوعين بالغذاء
النوع الرابع : تظهر أعراض الحساسية للغذاء بعد 6- 24 ساعة من تناول الطعام المسبب لها.
المجموعة الثانية التفاعلات المعاكسة للأغذية : وهذا النوع لايعد حساسية حقيقية
ولا يتدخل فيه الجهاز المناعي في الجسم.
أذن الحساسية من الأغذية فمنها مايؤثر على الجهاز المناعي وتسمى حساسية حقيقية ومنها لايؤثر ولاتعتبر حساسية حقيقية.
س / كيف نتخلص من حساسية الأغذية؟
لابد من معرفة الأغذية المسببة للحساسية وتجنبهاوقد يكون من الصعب على الانسان التعرف على الأغذية المسببة للحساسيةأو تجنبها، ولكن من السهل التعرف على ظهور أعراض الحساسية من الغذاء أو بشكل عام وهي كالتالي :
غثيان ، تقيؤ ، التهاب القولون ، طفح جلدي ، حكة ، التهاب الأنف والربو ، الصداع، عدم القدرة على النوم والتركيز،الارتخاء العام، ضيق التنفس ، تورم الأقدامأحيانا
عند ظهور مثل هذه الأعراض ماعليك ألا الرجوع إلى الأطباء والمختصين وتراجع ماقمت بأكله لعلها قد تكون هي السبب أذا لم يجد سبب أخر.
أهم الأغذية المسببة للحساسية :
معظم مكونات الأطعمة التي لها دور محفز للحساسية وبشكل كبير هي البروتينات ومضافات الأغذية ( مضافات الأغذية: نقصد بها ملونات الأغذيةوالمنهكات .. الخ)
ومن الأطعمة المسببة للحساسية الحليب ، البيض، المكسرات ،الموز،السمك والقشريات ،الفول السوداني وفول الصويا القمح ، الفول ، الفراولة، الباذنجان ،وبعض أنواع البهارات
كيف يمكن علاج التحسس من الأغذية؟
هناك علاجاً لبعض أنواع الحساسية التي سببها بعض أنواعالأغذية وذلك بإعطائهم أغذية بديلة لا تؤدي إلى تحفيز الحساسية.
فمثلا : يتوفر حليب الصويا للأطفال الذي يعانون الحساسية من حليب الأبقار
والأشخاص الذين يعانون ظاهرة سوء هضم اللاكتوز عند شرب الحليب
( اللاكتوز هو سكر الحليب) لذا يجب التحول إلى منتجات الحليب الأخرى مثل الجبن واللبن الزبادي.
والأشخاص ذوي الحساسية للقمح وخاصة الجيلوتين بتناول مخبوزات خالية من الجليوتين أو تناول الأرز
أسباب الحساسية:
تختلف مسببات الحساسية على حسب عمر الإنسان وحسب البيئة التي يعيش فيها والظروف المعيشية .
فمثلا :الأطفال الذين لا ترضعهم أمهاتهم رضاعة طبيعية هم أكثر عرضة للإصابة بحساسية حليب الأبقار والحبوب والبيض والبقوليات، اما المكسرات والأسماكوالفواكهالأخرى فتصبح ذات أهمية لدىالأطفالالأكبر سنا وفي البالغين وعادة ما تستمر هذه الحساسية سنوات عديدة.
هناك تسعة أنواع من الأغذية تشكل 90% من مسببات الحساسية .
وهي : السمك ، الحليب، البيض ،زيت الصويا ، القمح، الفول السوداني ، محارات السمك ،الموز ، لوز الشجر.
والحساسية من الغذاء ذات المصدر الطبيعي تشكل معظم مصادر الحساسية من الغذاء ولا تشكل المضافات الصناعية إلا نسبة بسيطة من المصادر المباشرة للحساسية.
عدد المتوفين من الحساسية للغذاء يعد بالآلاف في العام ويتجاوز عدد الذين يقضون نحبهم بسبب حساسية لسع الحشرات القاتل.
الوقاية خير من العلاج:
الوقاية من حساسية الغذاء بوقت مبكر وذلك عن طريق:
– إرضاع الأطفال رضاعة طبيعية على الأقل لمدة سنة
– عدم التسرع في إعطاء الطفل أطعمة مثل الارز واللحوم والعصائر قبل ان يتجاوز الطفل الأشهر الستة الأولى ويفضل أن يكون بعد تمام السنة.
– غسل الفواكه والخضروات جيدا لإبعاد أي أثار مواد كيماوية
وأخيراً:
الحساسية من الغذاء حالة مرضية حقيقية يتفاعل فيها الجهاز المناعة بحيث يتعامل هذا الجهاز الحساس والمعقد من جزئيات الطعام البروتينية كأجسام غريبة غازية ويفرز الجهاز المناعي مواد التهاب قوية مثل الهستامين والبروستاجلاندين للقضاء على الأجسام الغريبة الغازية ، مما يؤدي ظهور الأعراض المصاحبة للحساسية كالتقيؤ والطفح الجلدي الشديد والإسهال وربما صعوبة التنفس والاختناق.